(96) أخطر وباء خفي في العالم الاعتداء الجنسي على الأطفال (شهادة من الغرب)
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
المأساة الكبرى هي: أن هناك بعض الحقائق المتعلِّقة بقضية "الاعتداء الجنسي على الأطفال" و"زنا المحارم" لا يُسَلِّم بها الناسُ، بل قد يستبعدونها، وهذا من شأنه أن يجعل الأطفال دائمًا غير محَصَّنين، ويَسْهُل اصطيادهم، ويزيد منَ احتمالية الاعتداء عليهم جنسيًّا، فحينما تتحدَّث مع أي شخص عن هاتَيْن المسألتَيْن، يكون رد فعله الأول - عادة - هو الإنكار، وأول ما يقوله لك: لا تُحدثني في هذه الموضوعات؛ إنها لا تهمني، فأنا لا أهتم بذلك في الوسط المحيط بى، هذا لا يمكن أن يحدث أبدًا في أسرتي.

وبالإضافة إلى ذلك، فهناك الواقع المرير الذي لا يُمكن تصديقُه، وهو أن الشخص الذي يعتدِي جنسيًّا على الأطفال هو شخص عادي ومعتدِل، فقد يكون شخْصًا ذا مكانةٍ رفيعة، أو رجلَ أعمال، وقد يكون مدربًا رياضيًّا، أو واعظًا دينيًّا، أو نجمًا فنيًّا شهيرًا؛ ونعني هنا: أنه ليس من الضروري أن تتفق شخصية المعتدِي مع هذه الصورة النمطية السلبية القائمة في أذهان الناس، بأن المعتدِي شخص من سفلة الناس، عاطل، أو غير متعلم، أو متعاطٍ للمخَدِّرات، أو مدمن لشُرب الخمر... إلخ.

ويصعب على كثيرٍ من الناس القبول أو الاعتقاد بفكرة الاعتداء الجنْسي على الأطفال، أو حدوث زنا المحارم، إذا كان المعتدِي شخصًا يُحبُّونه، ويُقَدِّرونه، أو يُعجَبُون به، أو كان متزوِّجًا... إلخ.

إنَّ الاعتداء على الطفل يُمكن أن يحدثَ داخل الأسرة، فقد يرتكبُه الأب، أو زوجُ الأم، أو الأخ، أو الأخت، أو أقارب آخرون، كما يأتي من خارج الأسرة؛ مِن جارٍ، أو صديقٍ، أو شخص يَعْتني بالطفل... إلخ.

الإحصائيات عن الاعتداء الجنسي على الأطفال أقل ما يُقال عنها: إنها مُرَوِّعة، قد لا يُصَدِّق البعضُ أن مئات الآلاف من الأطفال يتم الاعتداء عليهم جنسيًّا سنويًّا، إما مِن قِبَل فرْد مِن أفراد الأسرة أو أحد الأقارب، الآلاف منهم يموتون بسبب هذا الاعتداء، الباقون منهم تظل الآثارُ العاطفية المدمِّرة باقية معهم إلى فترات طويلة جدًّا، حتى ولو شُفوا من الآثار الخارجية للاعتداء، ولا تظهر الآثار العاطفية ال...