هل تقبل شهادة الفنان؟
د - ليلى البيومي
كانوا يطلقون عليه "المشخصاتي"، ولم تكن شهادته تقبل في المحاكم، لأنه كان من فئات المجتمع المتدنية... إنه الفنان.
وحتى في أوروبا، في القرن السادس عشر، وفي عهد شكسبير، كان فنانو المسرح يُنظر إليهم اجتماعيًا باحتقار وازدراء، وكانت تسود مجتمعاتهم العديد من الأمراض الأخلاقية، وكانوا عبارة عن فرق متجولة، ولكن هؤلاء الفنانين بدءوا يتقربون إلى ذوي الجاه والسلطان، واستغلوا جمال المرأة وأنوثتها كعنصر جذب؛ للتعرف على رجال الأعمال والتقرب إلى الطبقات الحاكمة، وأصبحوا بعد ذلك من الطبقات الثرية ماديًا.

وفي بلادنا الإسلامية، بدأت هذه الفنون غريبة، ولكن في ظل الغزو الثقافي والفكر العلماني واللا ديني، ازدهر ما يسمى بالفن، الذي انحصر في عدة محاور أهمها: التمثيل والغناء والموسيقى، حتى الرقص يطلقون على القائم به فنانًا، والقائمة به فنانة!!، ولكن تبقى الحقيقة الشرعية والقانونية والاجتماعية لمثل هذه الفنون وممتهنيها!.

وقد كان للاستعمار والحملة الفرنسية فضل في تغيير قيم المجتمع ونظرته للفنان وتقديره للفن، ففي البداية لم تكن هناك غير فنون الأراجوز والحاكي والمشخصاتية وخيال الظل ومطرب التواشيح، ولكن جيل سي...